تعيش المملكة العربية السعودية في عالم يرتفع فيه الطلب على السلعة التي أصبحت متأصلة في ثقافة السعودية، وهي النفط، فمنذ اكتشاف الذهب الأسود في ثلاثينيات القرن الماضي، استيقظت المملكة على ثروات هائلة في ظل بنية تحتية متأخرة فيما يتعلق بالتكنولوجيا الرقمية ورأس المال البشري.


وعقب نصف قرن من الزمان، وضعت المملكة العربية السعودية في الطريق الصحيح، لتقتفي– بسرعة – أثر الثورة الصناعية الرابعة، تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبمتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. واستيقظ السكان السعوديون بين عشية وضحاها تقريبا على سلعة سعودية جديدة تتمثل في الشباب السعودي.


ولتعزيز هذه السلعة، سوف نستدعي التاريخ لنؤكد أن التاريخ يعيد نفسه، لعدة قرون، كانت اقتصادات العالم ومنها الولايات المتحدة وروسيا تعتمد على صناع المستقبل (الأطفال والمراهقين) والصناع الحاليين (الشباب) لتطوير البلدان اجتماعيا واقتصاديا. خاصة وأن انتاجية الأجيال الأكبر تصبح في حدها الأدني. وخولت الولايات المتحدة دستورها من وصف البلاد بأنها "أرض الحرية" لتشجيع الشباب الطموح على الهجرة وتوجيه طموحاتهم لصالح الولايات المتحدة.


ولعرض المزيد عن الاستثمار طويل الأجل وعائد الاستثمار في الشباب، نجد أن جيف بيزوس أسس شركة التجارة الالكترونية "أمازون" في الثلاثين من عمره، فيما أسس مارك زوكربيرج شركة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في عمر 19 عاما، في ذات الوقت أسس لاري بيج وسيرجي برين "جوجل" عندما كان عمرهما 22 و 21 عامًا، خلقت هذه الشركات مجتمعة أكثر من 750 ألف وظيفة للشباب الآخرين وكبار السن.


وتشهد المملكة العربية السعودية حاليا تنامي ما يزيد عن 70% من السكان في ذروة انتاجيتهم، والتي تعتبر سلعة أقيم بكثير من النفط. أهلا بالسلعة الجديدة و أهلا بالمستقبل.